من فهم الحياة

كما نعلم فالحياة الدنيا هي مزرعة الآخرة، وحتى نلقى الله وهو عنا راض لابد لنا من العمل في الدنيا بما يجعلنا أهلاً لنظر الله تعالى. فما هي حقيقة الحياة الدنيا التي نعيش، وما هي طبيعتها، وما هي السنن التي لا تبديل لها ولا تحويل والتي ستجري علينا كما جرت على الذين من قبلنا. وكيف تؤثر هذه الحياة ومجرياتها وتقلباتها وفتنها على أفعالنا وتصرفاتنا وسلوكنا؟

أسئلة كثيرة نحاول في هذه الصفحات إلقاء الضوء عليها، وتوضيح ألوانها وأبعادها وأُطُرِها من خلال فهم عميق للدين وأبعاده الحياتية والمعيشية والتعبدية، حتى يكون الإنسان على بينةٍ من موضع قدمه، فلن يصل الإنسان إلى الفلاح في الآخرة إلا بنجاحه في الحياة الدنيا، وبمقدار نجاحه في الدنيا يكون نجاحه في الآخرة.

فما هي نظرة الطريقة الخلوتية الجامعة الرحمانية للحياة التي نعيش؟ وكيف يمكننا أن ننجح في الدنيا فنكون خير مستخلفين في الأرض وأن ننجح في الآخرة فنكون مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين؟