ختام رمضان

في ليلة السابع والعشرين من رمضان امتزج الشعور بفرحة التوفيق لصيام رمضان وقيامه وشكر الله على تمام ختم قرآنه وبين مشاعر لحزن والغضب على المجازر الصهيونية في غزة والأحوال التي يعيشها المسلمون هناك.

امتزج الفرح بالحزن، والكرامة بالمهانة، والعز بالذل، والله تعالى أسال أن يبدل ضعف المسلمين قوة، وهزيمتهم نصرا، وتفريطهم التزاما، وخذلانهم نصرة.

طوبى لمن كان من أهل ليلة القدر، وأشرق قلبه ببركات القدر.

ينبغي أن نعلم أننا إذ جعلنا من هذا الشهر شاهدا لتوبتنا ورجوعنا إلى الله أن نعاهد الله تعالى أن نجعل من بقية العمر الذي نملكه ولا نعلم قدره ساحة توبة والتزام وسير على أوامر الله وصراطه.

وخاتمة توديعنا لشهر رمضان وترجمة تقربنا إلى الله هو التراحم، فالصلاة والصوم وجميع القربات قد جعلها الله جميعا خدما لعلاقة الإنسان مع أخيه الإنسان، ولو كان هناك سبيل لربط الناس بعضهم ببعض بوشيجة الأخوة غير الإسلام لكلفهم بذلك، ولكن الله تعالى علم أن هذا الديت هو الذي يشكل لحمة الأخوة الإنسانية.

المسلم الذي يمر به هذا الشهر ثم يودعه منطلقاث يبقى فؤاده كما كان قاسيا لئيما تجاه إخوانه المسلمين، بعيدا عن مد جسور التراحم بينه وبين إخوانه جميعا، فضلا عن الأرحام فليعلم أن الله لم يتجلى عليه تجلي رحمة.

من أجل هذا التراحم شرع الله زكاة الفطر شعيرة شاملة لكل المسلمين، بسيطة في تكاليفها وشروطها لا يخرج مسلم عن دائرتها. كل الطاعات التي تقرب بها الصائمون إلى الله ينبغي أن يسري بها روح التراحم. في زكاة الفطر: (اغنوهم عن المسألة في مثل هذا اليوم)، (طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين).

ولو أن إنسانا صلى كثيرا وصام كثيرا …. ثم لم يكن فؤاده مليئا بالرحمة والود لم يكن صافيا من الشوائب والأحقاد والضغائن فإن الله عز وجل لا يقبل شيئا من طاعاته يوم القيامة، نعم تقبل طاعاته قضاء في دار الدنيا، يقال (إنه صلى وصام وحج …) أما الله عز وجل فإنما ينظر إلى ميزان آخر هو الذي على إخلاصه أو عدم إخلاصه، ومن ثم فهو الذي يدل على قبول الله أو عدم قبول الله طاعاته. ما هو هذا الميزان؟ القلب أيها الإخوة.

شاهد أيضاً

خطبة الجمعة

المولد النبوي الشريف

المولد النبوي الشريف 2015 : قال تعالى “… وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ …