اختيار باقة الأوراد

ويختار مشايخ الطرق الصوفية لتلاميذهم باقة من الأوراد اليومية من القران والسنة والادعية المأثورة أو مما فتح الله به عليهم، تفيدهم في إصلاح قلوبهم وتزكية نفوسهم وتقربهم من الله تعالى. لأن ساداتنا الشيوخ المربون المتصلة أسانيدهم إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هم الأقدر على هذا الإختيار، فهم قد عرفوا الطريق إلى الله تعالى من جهة، وعرفوا هدي الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وطريقته في التربية وتزكية النفوس، كما عرفوا الأدوية وطرق علاج القلوب من جهة ثالثة.

يقول سيدنا الشيخ حسني حسن الشريف حفظه الله “إن طريق السادة الصوفية تقوم في أساسها على تزكية النفس وتطهيرها حتى تكون نقية خالصة من كل الشوائب، وبذلك يسهل عليها فعل الخيرات. وهذه التزكية للنفس لا تتم إلا بإلتزام المريد بمجموعة من التعاليم المستندة إلىٰ كتاب الله تعالىٰ وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم. ولا يكتمل هذا الالتزام إلا بالمواظبة على ذكر الله عزّ وجلّ، والتقيد بقراءة الأوراد التي هي وظيـفة يومية يتعلم الـمريد من خلالها مبادئ الانضباط، مخصصاً جلّ وقته لعبادة الله وذكره. فبدون هذه المواظبة لا تحصل المحبة لله والأنس به، ولا يمكن التقدم نحو كمال المعرفة به سبحانه وتعالى إلا بذاك.” [من مقدمة كتاب أوراد الطريقة الخلوتية الجامعة الرحمانية] اهـ.

وقد أثبت العلم اليوم أن تكرار ألفاظ معينة يجعلها تنطبع في ما يسمونه بالعقل الباطن وهذا ما يجعلها المحرك العفوي لأغلب تصرفاته وأفعاله. فما أجمل أن ينطبع في قلب المرء أسماء الله الحسنى وصفاته العلى.

شاهد أيضاً

أهمية الورد في السلوك

أهمية الورد في السلوك : للذكر فوائد عظيمة ذكرها العلماء في كتبهم منها ما ذكره …