الإنتفاع يكون بصحبة شيخ واحد

لا يجوز اتخاذ أكثر من شيخ واحد لما في ذلك من الفساد وعدم النفع، وأذكر هنا مقولة أبي يزيد البسطامي: “من لم يكن له أستاذ واحد فهو مشترك، والمشترك شيخه الشيطان. ثم قال: أخذت طريقي عن شيخي نَفَساً بنفَس”.

وهذا هو الشيخ محي الدين بن عربي يقول: “اعلم أنه لا يجوز لمريد أن يتخذ له إلا شيخاً واحداً، لأن ذلك أعون له في الطريق، وما رأينا مريداً قط أفلح على يد شيخين”.

فلا بد إذاً من نبع واحد يستقي منه المريد ويستدل به على طريق الآخرة. وإذا تعدد الدُّلاَّل له ربما تاه واختلط عليه الأمر، ولا حجة للذين يقولون بأن الصحابة والتابعين كانوا لا يتقيدون بشيخ واحد، لأن أولئك كانوا أبراراً أطهاراً وكل واحد منهم هو شيخ مرشد. قد وصلوا أعلى مراتب العبودية والطاعة ولا حاجة لهم بذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم” [رواه الترمذي وابن ماجة]، وما كانت الحاجة إلى مرشد واحد إلا بعد أن كثرت الآفات والأمراض والعلل واحتاجوا إلى علاجها.

والعلاج في هذه الحالة لا يكون إلا على يد شيخ واحد حتى لا يتيه المريد ويطول عليه الطريق، إذ أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان في حياته هو المرشد والمزكي دون غيره.

شاهد أيضاً

رسول الله فينا.. حي في قلوبنا

مقطع فيديو قصير، تحدث فيه سيدنا الشيخ حسني حسن الشريف عن معنى الآية الكريمة (واعلموا …