من أسباب الهرج: تعدد المرجعيات

تعدد المرجعيات : كان المسلمون يعتمدون فيما مضى على مرجعية واحدة، وكانت هذه المرجعية تتمثل في أناس علماء يخافون الله، يضحون بالدنيا والمصالح كلها في سبيل مرضاة الله، ويعلمون أن الفتوى توقيع عن الله سبحانه وتعالى، فكانت المرجعية واحدة، وكانت الأمة تثق بهم ، ومن ثم لم يكن يتسرب شيء من الفوضى الدينية بين الناس، ولم تكن لتقارع الفتوى الفتوى المناقضة إطلاقاً.

أما اليوم فإذا بهذه المرجعية تتوالد منها مرجعيات كثيرة متنوعة متعددة، وتتأمل فتجد أن هذه المرجعيات متخالفة، إن لم أقل في معظم الأحكام، ففي الأحكام الخطيرة التي نحن بأمس الحاجة إلى أن ننزع عن رأي واحد فيها.

أنا أسألكم أليس للقائمين على هذا الهرج اليوم الذين يسيرون في طريق الغلو والتطرف، أليس لهم الحق ولو من حيث الشكل أن يقولوا: ونحن أيضاً لنا مرجعيتنا المختلفة، ما دامت المراجع كثيرة، ومادامت أنها متناقضة لا تنتهي عند رأي واحد، فنحن أيضاً لسنا أقل من هؤلاء الذين يؤسسون لأنفسهم مرجعية ويدعون الناس إليها. نحن أيضاً نأبى أن نأخذ بالأفكار الأخرى، سنأخذ بأفكارنا.

شاهد أيضاً

رسول الله فينا.. حي في قلوبنا

مقطع فيديو قصير، تحدث فيه سيدنا الشيخ حسني حسن الشريف عن معنى الآية الكريمة (واعلموا …