وُفِّقْتَ لِلسَّداد

يَا ابْنَ الرُّوحِ وَالفُؤادِ، وُفِّقْتَ لِلسَّداد

ليسَ العَجَبُ مِنْ شَخْصٍ اعْتَرَفَ بالتَّقْصيرِ وَالجَهْلِ، وَبَكَى عَلَى مَا فَاتَهُ فِي الأَصْلِ مَخَافَةَ الفَصْلِ، إنَّما العَجَبُ مِمَّنْ يَدَّعِي المَعَارِفَ، وَهُوَ فِي مَواطِنِ اللَّهْوِ واقفٌ، وَلِرَبِّهِ مُخالِفٌ. يَا عابِدَ الرَّحمنِ اسْتَحِ مِمَّنْ أَنْشَأَكَ مِنَ العَدَمِ، وخَوَّلَكَ مِنْ أَنْواعِ النِّعَمِ، وَرَزَقَكَ الإيمانَ بِوَحْدَانِيَّتِهِ، وَقيّدَكَ مَعَ مَظاهِرِ قَيُّومِيَّتِهِ. عَجَبَاً كَيْفَ يَأْمُرُكَ بِالانْقِيَادِ فَتَتَكَاسَلُ، وَيُحَذِّرُكَ عَنْ مَعَاصِيهِ فَتَتَغَافَلُ. أَغَرَّكَ بِتَجَلّيهِ عَلَيْكَ بِالحِلْمِ والرَّحْمَةِ وأَنْتَ تَعْصيهِ! أَمْ حَوْلُ رأفتِهِ بِكَ أَوْقَعَكَ فِي التِّيهِ! ما ذَلِكَ وَاللهِ إلا جُنُونٌ، فلا تَكُنْ فِي سِجْنِ الغَفْلَةِ مَرْهُون. واسْتَعْذِبْ التَّعْذيبَ فِي رِضَاءِ الحَبيبِ، فَعَذابُهُ لَكَ فِي العَاجِلِ، دَليلٌ عَلَى سَلْطنَتِكَ فِي الآجِلِ. أَتُظْهِرُ المَحَبَّةَ وَمَا فِي فُؤادِكَ مِنْها وَزْنُ حَبَّةٍ! فَإِنَّ المَحَبَّةَ إِذا سَكَنَتِ القُلوبَ أَظْهَرَتْ عَلَى الجَوارِحِ آثارَ المَحْبوبٍ فَأَوْقدَتْ نارَ المُجاهَدَةِ، عَلَى فُؤادِ المُكابَدَةِ، وَلَمْ تَزَلْ بِهِ كذَلِكَ حَتّى تُشْهِدَهُ جَمَالَ المَسالِكِ.

الشيخ عبد الرحمن حسين الشريف الأول

شاهد أيضاً

حكم سيدنا الشيخ المؤسس

بَلغْتَ الرَّشَاد

يَا ابْنَ الرُّوحِ والفُؤَادِ، بَلغْتَ الرَّشَاد المحبَّةُ عَروسٌ، مَهْرُهَا الأَرْواحُ والنُّفُوسُ. إذَا لزِمْتَهَا يَا مَحْرُوسُ، …